• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : قسم النشاطات .
                    • الموضوع : "عام العروبة".. شعار العام القادم للمجلس الإسلامي العربي .

"عام العروبة".. شعار العام القادم للمجلس الإسلامي العربي

 

   

 

"عام العروبة".. شعار العام القادم للمجلس الإسلامي العربي

 

احتفل المجلس الإسلامي العربي، في العاشر من أكتوبر/ تشرين أول من هذا العام، بمرور عامين على تأسيسه. وبمناسبة مرور عامين على تأسيس المجلس، أقيم احتفال كبير بهذه المناسبة في فندق الكورال بيتش، بحضور حشد كبير من الوفود العربية والدبلوماسيين والسياسيين وعلماء الدين والعديد من الفاعاليات الاجتماعية والإعلامية إلى جانب عدد كبير من أنصار المجلس ومؤيديه في لبنان. ولم تأت كلمات القائمين على المجلس والاحتفال  لتعدد  إنجازات المجلس فحسب، بل لتؤكد على أن هناك عملاً دائماً وجهوداً لا تكلُّ من أجل ترسيخ فكرة أنه "لا مشروع سياسي خاص بالشيعة في هذا الوطن"، فجاءت هذه الكلمات لتستعرض بعضاً ًمن كلًّ مما تم إنجازه في العامين الماضيين منذ إنشاء المركز وحتى الآن. ومن الكلمات التي جاءت لتؤكد على هذا المعنى كلمة القسم الثقافي، والتي ركز فيها الشيخ علي بركات على أنه: انطلاقاً من وقوفنا أمام العديد من الشبهات والبدع والانحرافات المؤثرة على الشباب، والذين تتراجع لديهم نسبة الثقافة في شتى الأمور لاسيما الدينية والاجتماعية منها. وبسبب استشراءالفساد العالمي، والذي بدأ يغزو بلادنا ويصل إلى شبابنا المسلم من خلال وسائل عديدة. وهذا جزء لا يتجزأ من الأهداف التي من أجلها تأسس المجلس الإسلامي العربي، برئاسة أمينها العام سماحة العلاّمة السيّد محمّد علي الحسيني(حفظه المولى). عامان  مرَّا على تأسيس المجلس, وكان العمل متواصلاً لتحقيق الأهداف المطلوبة, فلم يترك مناسبة إلا وكانت له الحصة الكبرى فيها. لذلك أتت أهم إنجازاته كالآتي:

توزيع المنشورات بقلم الأمين العام للمجلس العلامة السيد محمد علي الحسيني, والتي تمثلت في كتيّبات بالرغم من صغر حجمها فإنّ عطاءاتها وفوائدها وجدواها كبيرة ونتائجها يانعة ومستقبلها يبشر بازدهار يقف إلى جانب المجتمع والأمة، وخاصة عنصر الشباب، خير الكلام ما قلَّ ودلَّ.

فكتيب السنة والشيعة والجامع المشترك، جاء ليؤكد على أهميّة النظر إلى الجامع المشترك ونبذ التفرقة من خلال  الآية المباركة :(واعتصموا بحبل الله جميعًا).لأن الإسلام أتى لينهي الخلافات ويدعم الاجتماع على دين الله ويقوّيه ويصونه.

وكتيب العروبة والإسلام , جاء في اللغة العربيّة وكيف احتضنت العربيّة الدين الحنيف, واعتبرت حمايته والدفاع عنه مسؤوليتها منذ بداية الطريق وحتى يومنا هذا، كما احتضن الإسلام العروبة ,ولا عجب فالقرآنُ عربيُّ والنبيُّ (ص) عربي , وكتيب دفاعاً عن الإسلام في رد الشبهات عن الإسلام وعن رسول الله "ص" وعن القرآن وكتيبات أخرى تهتم  بالشباب ودينهم .

هذا إلى جانب إنجازات أخرى تجسدت على أرض الواقع: المخيّم الثقافي للفتية والفتيات، والذي أقيم على شاطىء الجيّة. وتكريم الفتيات المكلفات اللواتي ارتدين الحجاب. وافتتاح مكتبة بني هاشم الثقافيّة في صور، والتي تتسع لحوالي 89 ألف كتاب، ,حيث تحتوي على جميع الكتب التي يحتاج إليها القارئ, وقد بدأت باستقبال محبّي القراءة والمطالعة . إضافة إلى إقامة الدورات القرآنية، وأكثر من إفطار رمضاني، والدروس الثقافيّة , ومن أهم ما تمَّ إنجازه أيضاً إقامة الدورات في فنَّ الخطابة،  والآن   تتأسس حوزة بني هاشم للعلوم الإسلاميّة والتي تفصلنا عن بدء عامها الدراسيّ أيام قليلة. هذه الحوزة التي تسعى للعمل على إيصال العلوم الإسلاميّة إلى كل من يحب الخوض في هذا المجال.

أما كلمة القسم التربوي فقد حرص الأستاذ محمد صالح في كلمته على توضيح الأسباب والمشكلات التي تواجه مجتمعاتنا والتي كانت سببًا في انطلاقة القسم التربوي في المجلس، والذي تشكل بغية الاهتمام بطلاب الجامعات والمدارس والمهنيات والمعاهد التعليمية, فكان التواصل فيما بيننا عبر هذا القسم. هذا القسم يسعى لإرشاد الطلاب إلى دينهم ،وتقويتهم، وربطهم بأُمتهم العربية،  وكان من مهمته تأسيس المنتدى العربي، وكان لهذا المجلس  أهتمام كبير للتعارف بين الطلاب والنظر في شؤونهم ومشاكلهم، فإن هذا القسم بمثابة الراعي العربيّ. ويحدونا أمل كبيرا في أن نحقق آمال طلاّبنا، وأن نسعى نحو قضاء حاجاتهم، وإيصالهم إلى غاياتهم المنشودة، وسيكون ذلك عبر مشاركتنا في الانتخابات الطلابية الآتية إن شاء الله. وتأتي كلمة القسم السياسي لتؤكد على أنه: في الذكرى الثانية لتأسيس المجلس الإسلامي العربي، الذي أسس على حب الخير وتوحيد الكلمة وجمع الصف العربي. على الرغم من كل الصعوبات التي تعرض لها في البداية، ولكن كل ما لله ينمو، فبفضل الله سبحانه وتعالى استطعنا تخطَّي هذه المرحلة لأن العالم العربي قد أدرك أن المجلس الإسلاميّ العربيّ، خرج عن الطابع الطائفي والتطرف والتفرقة هادفاً إلى الالتزام بخط الإسلام الوسطيّ المعتدل، أي الإسلام المحمديّ بفكره وعقيدته وأخلاقه وسياسته. هذا الفكر السياسي الذي نسير عليه قد حمل المسؤوليّة كاملة والحس العربي والحرص على الإسلام والعروبة ولبنان، لأن لبنان أجمل بقاع الأرض، لبنان العربي الذي يحب كل حبة تراب في أية أرض عربية، هذا البلد الصغير يحث إخوانه العرب أن يعيش آمناً وألا يقفوا في سبيل ذلك عند حدود، فهو يحمل في طياته وفي نفوس بنيه كل حب لهذه الأمة العربية الخيَّرة المعطاءة ذلك في أيام السلم.

أما في أيام الحرب، وبخاصة الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في حرب تموز 2006 فقد هبَّ الإخوان العرب الكرام ملوكاً ورؤساء وشعوباً لنجدة لبنان، حيث طالبوا الأمم المتحدة بالتحرك السريع، ولم يتركوا وسيلة لحماية لبنان إلا استعملوها،  حتى توقفت الحرب بعد أن خلَّفت وراءها الدمار والخراب من دون تفرقة بين البشر والحجر. وما أن توقفت الحرب وهدأ أزيز القذائف حتى أسرع العرب إلى لبنان الجريح والمدمرَّ ليساهموا في إعادة بنائه  بأفضل مما كان، وقد كان ذلك.

ونحن اللبنانيين لا يسعنا إلا أن نقدَّر هذه المواقف الأخوية العربية الشريفة والشجاعة. هذا على صعيد موقف العرب تجاه لبنان, أما على الصعيد اللبناني، فإن إرساء قواعد الوحدة الوطنية هي أولى خطوات التأسيس لهذه الوحدة لأنه من  دون الوحدة الوطنية يدخل لبنان بدائرة المجهول, لذلك علينا السعي إلى مدّ جسور العلاقة والتعاون مع مختلف الطوائف والأديان والأحزاب والاتجاهات السياسيّة بعيداً عن كل تقوقع أو انغلاق على الذات، فإن المدخل، إلى حلَََّ هذه الأزمات هو التفاهم وبناء الثقة فانطلاقًا منها نجد الحلول لكل المواضيع، لأن التوافق ضد السياسات التي تغذي سياسات المصالح والاستفادة من الحكم.

ولن يقوم حكم في لبنان إلا باحترام الدستور والقوانين ضمن الدولة اللبنانيّة ومؤسساتها وألا يعلو أحدٌ فوقها. ويجب أن تنعكس هذه الصورة على حياتنا السياسيّة والوطنيّة فنفتح المجالات الإيجابية ونغلق السلبيات التي تعتري الواقع القائم من خلال حوار َجدَّي ومسؤول وصريح يطرح كل الإشكالات القائمة من دون تردد، ويؤسس لمرحلة جديدة من الثقة والمصداقية بما ينعكس على الوطن ككل، لأنه بالتضامن والتكاتف نصل إلى لبنان قويّ من الصعب أن يهزم بوجود جيشه الباسل. فهذا الجيش بالنسبة لنا هو عنوان الدولة والوطن وهو في نظرنا "شرف وتضحية ووفاء".

إن لمجلسنا هدفه الأوحد الذي يتجسد في حتمية التعاون لإعادة إخوانه في لبنان إلى الخط العربي الأصيل وتوجيههم إلى وثيقة السياسة العربية، وهذا لا يكون إلا عبر مشاركتنا في الانتخابات النيابية المقبلة وانتخابات البلديات والمخاتير، لذلك فإننا نتطلع إلى مشاركة سياسية هادفة لتحقيق أهدافنا التي فيها لله رضى وللأمة العربية خير وصلاح.

أما قسم العلاقات العامة والتي ألقى كلمته الأستاذ طلال عواضة قائلاً: تخطىَّ حدود المكان والزمان وحلقَّ بجناحَي العروبة والإسلام. انبثق من رباط الطائفيّة والمذهبيّة منطلقاً إلى رحاب القوميّة. آمن أن العرب هم معدن الرسالة ومستودع الدين، بهم فتح الله وانتشرت رسالته على أيديهم، وكان لهم فضل السبق على غيرهم من شعوب الأرض والأمم، ذلك هو المجلس الإسلاميّ العربيّ الذي نحتفي اليوم بمرور عامين على تأسيسه.

عامان ليسا بشيء في عمر الأمم والشعوب، لكنهما بالنسبة لهذا المجلس حفلتا بالإنجازات. كانتا غنيتين بالعطاءات على مختلف الأصعدة: فعلى المستوى الاجتماعي والمعيشي كان المجلس أكثر تحسساً بمعاناة المواطنين، وبالضائقة الاقتصادية التي ترهقهم، فكانت له إسهامات كثيرة تجلَّت في تقديم المساعدات والهبات والقروض لأهلنا، وإقامة الندوات الثقافيّة مستقطبة الكوادر الواعيّة والمثقّفة القادرة على العطاء. ولقد تم انتساب عدد كبير من الشباب الواعي إلى مجلسنا، فأقمنا المخيمات الترفيهيّة والكشفيّة والنشاطات الرياضيّة والشبابيّة وأصدرنا نشرات ثقافيّة، عبر مجلة نداء الإسلام لإشاعة الوعي العام في صفوف المواطنين .

وانطلاقاً من تعاليم ديننا السمح الذي ارتضيناه منهجاً نسير على هديه، وبتوجيه من سماحة العلاّمة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ "حفظه الله" أمين المجلس الإسلاميّ العربيّ، بادرنا بالقيام بزيارات وديّة لمختلف الفعاليّات الروحيّة والسياسيّة بغية التواصل معهم وإقامة روابط محبة مع إخواننا في الدين وشركائنا في الوطن، ولقد لاقى تحرُّكنا هذا تجاوباً وترحيباً ومساعدة، وإن في لقائنا وتحاورنا صيانة للوطن وتحصيناً له ضد رياح الشرّ التي تهب عليه من هنا وهناك، وفي اعتقادنا أن الاختلاف بين الناس في المذاهب والأديان لا يبرر بأيَّ حال من الأحوال  العنف والتنازع، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة " أما التطرف وما يحمله من عدوانيّة نحو الآخر فهو بدعة وانحراف عن المنهج القويم، قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". صدق الله العظيم.

أما على المستويين العربيّ والإسلاميّ، فمهما تعاظمت الخلافات بين الإخوة فإن العربيّ  أخ ٌ للعربيّ، والمسلم أخٌ للمسلم، يمد له يد العون، ويقف معه في الملمّات، ولقد أثبتت الأيام ذلك خلال حرب تموز، حين هبَّ إخواننا العرب لنصرتنا في المحافل الدوليّة والإقليميّة، وتدفقت أموالهم بسخاء وكرم دون شرط أو منّة، ما يؤكد على صواب قناعاتنا بالحرص على انتمائنا العربيّ الأصيل.

في ختام الاحتفال الذي شهد حضوراً هائلاً، كانت كلمة الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني، حفظه الله، والتي أعلن سماحته خلالها أن العام القادم للمجلس سيكون  اسمه عام العروبة. انطلاقا من هذا الشعار بكل ما يحمله من معانٍ، سوف يشهد العام المقبل، والذي سيمثل العام الثالث في عمر المجلس، تحركات كبيرة وفي أكثر من اتجاه. في مقدمتها مشاركة المجلس في الحياة السياسية في لبنان بشكل مباشر من خلال خوض الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية. مؤكداً سماحته على أن اللبنانيين يرفضون أي ولاية عليهم من الخارج، وعلى الهوية العربية والانتماء إلى الأمة العربية، مشيراً إلى أن اللبنانيين جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، وأن ولاءهم لها وليس لهم مشروعات خارجها ولن يكون، وهنا أشار سماحته إلى أن المجلس الإسلامي العربي له رأي ومشروع سياسي شامل، وسوف يعمل على تحقيقه على أرض الواقع من المحيط إلى الخليج، وهدفه الأسمى هو توحيد الأمة والدفاع عنها والتنبيه إلى المخاطر المحدقة بها، مع الرفض الكامل لأي تدخل أجنبي في شئون الأمة، إيمانا بما فيه صالح الدولة اللبنانية وعاملا على تقويتها، مرحباً بالإخوة الأشقاء العرب وبدورهم الإيجابي، ومطالبًاً بضرورة استمرارهم في أداء هذا الدور. وفي اتساق مع شعار العام، سيشهد العام، بإذن الله تعالى، انطلاق عدة مشروعات هامة كلها بدعم عربي خالص، وسوف تحمل جميعهاأسم العروبة. في مقدمتها بناء عدة مدارس ومستشفيات، وسوف يكلل العمل الإعلامي بعد انطلاق وكالة الأنباء والأخبار العربية في العام الماضي، بافتتاح قناة فضائية باسم العروبة أيضاً، إلى جانب العديد من المشروعات الكبرى الأخرى، هذا بطبيعة الحال إضافة إلى إنشاء الصندوق العربي.

وفي نهاية كلمة سماحة الأمين العام للمجلس طالب الملوك والأمراء والرؤساء العرب باستمرار الوقوف إلى جانب المجلس،  ومساعدته لأنه يمثل المشروع الإسلاميّ المعتدل والعربيّ الأصيل في لبنان والأمة. كما أنه الوحيد القادر والذي يملك المقومات الكافية لمواجهة الأعداء الذين يتربصون بالعروبة شرًّا. لذا يعد المجلس الإسلامي العربي  مسؤولية العرب جميعاً، وعليهم أن يتحملوها. وختم سماحته بأن المجلس قلبه ينبض بحب العرب ويداه ممدودتان وهو مستعدة للتنسيق والعمل مع كافة الأطراف من أجل هدف واحد موحد هو عزة هذه الأمة ورفعتها.

  إعداد فابيولا بدوي


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=377
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28