• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : قسم الفيديو .
                    • الموضوع : البند 2 من شرح وثيقة مكة رفض التفاضل والعنصرية بکل أشکالها .

البند 2 من شرح وثيقة مكة رفض التفاضل والعنصرية بکل أشکالها

 نتوقف مع شرح البند الثاني لوثيقة مكة المكرمة الذي نص على رفض العبارات والشعارات العنصرية والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة التي تزينها أوهام التفضيل المصطنعة فأکرم الناس أتقاهم لله يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناکم من ذکر وأنثى وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم  إن الله عليم خبير)  کما أن خير الناس أنفعهم للناس

إن أکثر ما يغذّي المشاعر السلبية للإنسان ويدفعه لاتخاذ مواقف غير متزنة لا تتوافق مع اعتباره الإنساني يتمثل بكل وضوح في آفة التعصب ولو راجعنا التاريخ الإنساني المتعلق منه بالحروب والمواجهات الدموية التي کلفت البشرية الکثير من الأحقاد لوجدنا أنها کانت تستند وتقوم على أساس دعاوى بشأن أفضلية العرق أو الدين والسعي لفرض ذلك على الأمم والأديان الأخرى

إن ذلك التعصب العرقي أو الديني والطائفي لم ينته بل لا يزال يشکّل تهديدا وخطرا يحدق بالتعايش الإنساني وقبول الآخر واحترامه   وما يثير المزيد من القلق وجود أسلحة الدمار الشامل لدى العديد من الدول واحتمال اللجوء إليها في حال تفاقم الاختلافات ووجهات النظر على إثر حدوث تطورات ومستجدات تستند على خلفية عنصرية أو دينية  کما رأينا ذلك جليا مع الأزمة الأوکرانية الراهنة  لذلك فإنه وللأسف لابد من القول إن هذا التهديد والخطر لا يزال محدقا بالبشرية ولا يهدّد أمنها واستقرارها بل حتى وجودها  

إن الإسلام أيها الأحبة  رفض العنصرية بقوة ولم يقبل بالتفاضل على أساس اللون والعرق وما إليه بل إن الله تعالى قد بيّن للبشرية بأن اختلاف الألوان واللغات هي من النعم الإلهية على البشرية وليست من أجل التمييز السلبي فانظروا إلى الخطاب الإلهي الجميل عندما يقول المولى عزوجل:(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتکم وألوانکم إن في ذلك لآيات للعالمين)  کما أن الرسول الأکرم قد أکد على الموضوع والمعنى نفسه في أحاديثه الشريفة  عندما قال"ليس منا من دعا إلى عصبية  وليس منا من قاتل على عصبية  وليس منا من مات على عصبية"

وإن رفض الإسلام للعنصرية بکلّ أشکالها وأنواعها لم يکن مجرد رفض نظري أو من أجل الدعاية الإعلامية حاشاه الإسلام من ذلك وبإلقاء نظرة على التعايش السلمي الذي حظي به أتباع الديانات في العصور الإسلامية المختلفة  فإن ذلك يؤكد تلك الحقيقة

البند 2 من شرح العلامة السيد محمد علي الحسيني ل وثيقة مكة البند 2 رفض التفاضل والعنصرية بکل أشکالها


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2387
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28