• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : مؤتمرات .
                    • الموضوع : امين عام المجلس الاسلامي العربي السيد الحسيني مشاركا في مؤتمر وثيقة مكة معا من أجل خطاب اعتدالي وسطي إسلامي أصيل ومعاصر .

امين عام المجلس الاسلامي العربي السيد الحسيني مشاركا في مؤتمر وثيقة مكة معا من أجل خطاب اعتدالي وسطي إسلامي أصيل ومعاصر

بدعوة من رابطة العالم الإسلامي شارك أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان الدكتور السيد محمد علي الحسيني في مؤتمر "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة واعلان وثيقة  مكة المكرمة وقدم ورقة عمل جاء فيها:

عندما نجتمع في مهبط الوحي ونور الأرض المبارکة التي قال عنها تعالى في کتابه الکريم وعلى لسان سيدنا إبراهيم(ربنا إني أسکنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشکرون) حيث أن أفئدة أکثر من مليار مسلم تهوي إلى هذا المکان الأکثر قدسية في ديننا الحنيف، فإننا إذ نعقد هذا المٶتمر المبارك بمشيئة الله تعالى وبرعاية کريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي شهد عهده اهتماما ورعاية غير مسبوقة بمکة المکرمة وبکل مايتعلق بالإسلام والمسلمين وهو دأب هذه المملکة المبارکة، لأننا نشهد في کل عهد تطورا وتقدما للأمام وهو مايثلج الصدور ويٶکد ويثبت بأن مقدسات الأمة الإسلامية في أياد أمينة تعمل أقصى مافي وسعها من أجل رفع شأن الإسلام والأمة الاسلامية والدفاع عنها إلى أبعد حد ممکن.

کما أن عقد المٶتمر في هذا الشهر الفضيل، شهر الطاعة والغفران، هو الآخر له معناه ودلالاته العميقة، داعين الله تعالى أن يجعله جزءً من عباداتنا العملية ويوفقنا لکي نخرج بنتائج تخدم دينه الحنيف وأمة الإسلام أجمعين.

إن هذا المٶتمر الجليل الذي ندعو من الله أن يثمر عن کل مافيه الخير والصلاح والفلاح للأمة الإسلامية، من المفيد والواجب أن نشير إلى الجهود النوعية الطيبة التي بذلها ويبذلها معالي د.محمد بن عبدالكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي من أجل خدمة الاتجاه المبارك لتوضيح حقيقة الاعتدال والوسطية في الإسلام وکونها تجسد واقع وماهية الإسلام وليس کما تريد الفئة الضالة التي تريد أن تجعل من الإسلام أداة ووسيلة لخدمة مآرب ونوايا مشبوهة.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) اليوم إذ نجتمع مجددا من أجل البحث والتقصي في أصالة الاعتدال وقيم الوسطية في النصوص والسنة، فإن هذه الآية الکريمة لا تدل بل تثبت حقيقة کون ديننا الحنيف هو دين الوسطية، فهذه الآية بالغة الصراحة في تصديها للوسطية التي دعا الله تعالى للتمسك بها على مستوى السلوکين الفردي والجماعي وعلى مستوى الفكر والعقيدة.

 وإن ماجاء في الحديث النبوي الشريف في ذات السياق(بني الاسلام على خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والإقرار بما جاء من عند الله، والجهاد ماض منذ بعث رسله إلى آخر عصابة تكون من المسلمين... فلا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك)، إلى جانب الحديث(لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب وإن عملوا الكبائر)، لکننا نرى اليوم الفئة الضالة تقوم بتکفير المسلمين وإشغالهم ببعضهم وحثهم على مقاتلة أهل الکتاب ممن لم يقاتلونهم خلافا لما أمرنا به تعالى في کتابه الکريم(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، فأين ماقد قامت به الفئة الضالة المضلة خلال هذه الحقبة من خروج على الإسلام ونهجه الوسطي الاعتدالي وبين ماقد دأب علماؤنا وآباؤنا وأجدادنا من المضي عليه طوال القرون الماضية من العيش معا؛ طوائفا وأديانا بسلام وأمن کما حثنا ودعانا إلى ذلك الله تعالى وهو مايثبت بأن سلف الأمة الصالح أعرف الناس وأکثرهم حرصا على التزام الوسطية لحرصهم على العمل بسنة رسول الله"ص" وصحابته المنتجبين، ويشهد على ذلك سيرتهم وحياتهم وآثارهم وماوصلنا منهم وکلها بخلاف وعکس ماعمل ويعمل عليه الضالون المتطرفون والإرهابيون باسم الدين والدين منهم بريء.

إن التأکيد على أصالة الوسطية والاعتدال في النصوص والسنة، هو التأکيد على النهج الحق فيه والتأکيد على ماهية ومعدن الإسلام الناصع وهو بمثابة دحض وکشف وفضح لما يسعى إليه الضالون المضلون من تلاعب بالکلام ووضعه في غير مواضعه، وإننا إذ نراجع السنة النبوية المبارکة فإننا نجد الکثير من الأمثلة التي تٶکد ذلك وتثبته فعليا، فقد جاء عن النبي"ص"(إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا أبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة)، وجاء أيضا عنه"ص":(اقرأوا القرآن ولاتأکلوا به، ولاتستکثروا به، ولاتجفوا عنه، ولاتغلوا فيه)، وروي عنه"ص" أيضا(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)، کما أن ماجاء في کتاب الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز(رحمة الله عليه) لأحد عماله"بعد أن أوصاه بلزوم طريق من سلف":(ما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمع عنهم قوم آخرون فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدي مستقيم).

وإننا نجد بأنه قد آن الأوان لکي يکون هناك خطاب وسطي اعتدالي إسلامي أصيل ومعاصر، لکي نعمل من خلاله على مواجهة التيارات الضالة وخطابها الخاطئ وقد جاء الوقت المناسب لهذا الأمر ويجب أن لاننسى بأن الخليفة عمر بن الخطاب عندما منع التدوين کما نقل، حتى لايتم الاستفادة منه في سياق متعارض للمصالح العليا للإسلام والمسلمين ولكي لا يتعرض للوضع في الأحاديث.

إننا إذ نجد اليوم هنا تجمعا يضم نخبا من العلماء الأجلاء من سائر بلدان العالم الإسلامي ويمثلون مختلف الشعوب التي تجمعها کلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله، فإننا نجدها مناسبة مفيدة لکي نعمل معا باتجاه الخروج بثمرات مرجوة ومفيدة بما يخدم مصلحة الإسلام والمسلمين ويرسخ من مفاهيم وقيم الإسلام الوسطي الاعتدالي وذلك من خلال المقترحات التالية:

ـ تشكيل لجنة علمائية علمية منبثقة عن المؤتمر لمتابعة توصيات المؤتمر.

ـ تشکيل لجنة من العلماء المختصين من أجل تنقية وتمحيص النصوص والأحاديث الدينية من الوضع مما قد يکون طارئا ودخيلا وغريبا عليها، لاسيما تلك التي يستغلها الضالون من أجل تغرير شبابنا وإدخالهم في سبل التهلکة والضلال والسعي لتأصيل قيم الوسطية والاعتدال والتعايش مع الآخر ورفض الانغلاق والتعصب والغلو.

ـ إصدار نشريات شهرية فكرية وتثقيفية تتمحور حول تعزيز قيم الوسطية وأصالة الاعتدال في الإسلام.

ـ ضرورة التصدي لأفکار وطروحات الفئات الضالة بطريقة فکرية ذات منهج علمي وإن مواجهة الفکر الضال لايمکن أن ينحصر في المجال الأمني بل يجب الترکيز على الجانب الفکري أيضا لأنه يساهم في دحض وتفنيد الأسس والرکائز التي يعتمد عليها الفکر الضال في التغرير بشبابنا.

ـ إيجاد منصة إعلامية من أجل التواصل الدائم والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالوسطية والاعتدال وإظهار أصالتهما ومبادئهما وبنفس الوقت التصدي للشبهات المثارة والرد عليها.

ـ تأسيس مركز خاص في بلاد الحرمين يكون مرجعا إسلاميا ومعنيا في تأصيل نهج الوسطية وتأصيل الاعتدال، مهامه  تولي الخطاب الإسلامي الصحيح والتصدي للفئات الضالة حتى نخرج بفائدة مرجوة من المؤتمر.

ـ ضرورة العمل من أجل الاتفاق على خطاب وسطي اعتدالي جامع يعبر عن معظم المذاهب الإسلامية ويجمعها على خط واحد في مواجهة الخطابات المنحرفة الضالة التي تدعو إلى التطرف والغلو.

نجدد شكرنا وتقديرنا والدعاء لراعي المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ولمعالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى ونسأل الله العون والتوفيق والسداد لنجاح المؤتمر وأخذ النتيجة المرجوة منه

.


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28